إنه الصباح… !
منذ فترة، قد تصل إلى شهر كامل، لم يصدف أن وضع جدول مناوبتي في هذه التوقيت.
تبدأ مناوبة فترة المراسلين، نسبة إلى نشرة المراسلين التي تبث الثالثة مساءً بتوقيت صنعاء، في الحادية عشرة صباحاً، إذ يصل المذيع المناوب إلى القناة وبانتظاره منتج برنامج كشك الصحافة، الزميل صقر، وبرفقته مقالات مختارة بعناية، سيقوم المذيع بقراءة نصيبه من هذه المقالات التي تحمل جرعة معرفية جيدة جدا ومتنوعة، ثم سيبدأ بالإعداد لنشرته القادمة، التي تبث بتمام الواحدة ظهرا بتوقيت صنعاء.
بطبيعة الحال هناك العديد من التفاصيل التي أغفلت ذكرها في هذا المقال، لكني أنوي التحدث عنها في مقالات مستقبلية.
اليوم ليس يوم عمل عادي، إنه الخميس الثالث عشر من ديسمبر ألفين وثمانية عشر، ومن المفترض أن تختتم المشاورات اليمنية التي أقيمت بناحية ريمبو السويدية شمال العاصمة ستوكهولم اليوم.
منذ الخميس الماضي، أمضى طرفا المشاورات، وفد الحكومة الشرعية ووفد المتمردين الحوثيين، أسبوعا كاملا من التشاور، غير المباشر في أغلب الأحيان، وأعلن خلال هذا الأسبوع التوصل إلى الاتفاق في عدد من الملفات بعد شد وجذب.
أكثر من ١٥ ألف بين أسير ومعتقل ومختطف هو الرقم الأولي الذي تم إعلان تبادل قوائمه بين الطرفين وبرعاية الأمم المتحدة، علي أن يتم تنفيذ التبادل خلال الفترة المقبلة، وقد حدد التاسع عشر من يناير القادم موعدا للمرحلة الأولى لهذا التبادل، العجيب أن هذا الملف كان قيد التداول حتى قبل هذه المشاورات، لكن الأقدار كما يبدو، أو هو حظ المبعوث الأممي الجيد، التي أجلت اتفاق اليمنيين عليه إلى ريمبو في السويد ليصنعوا إنجازا للمبعوث يستطيع الافتخار فيه أمام مجلس الأمن في إحاطته بعد أيام.
ملف آخر شهد شدا وجذبا قبل التوصل إلى نقطة اتفاق تمثل انفراجة ولو صغيرة لليمنيين، فتح مطار صنعاء للرحلات الداخلية، أمر سيسهل كثيرا مسألة السفر لليمنيين المقيمين في العاصمة وما جاورها إلى الخارج لقضاء مصالحهم دون الاضطرار للذهاب برا نحو سيؤون أو عدن بما يقتضيه ذلك من المرور بطرق قد تكون خطيرة من الناحية الأمنية ومتعبة خاصة لأصحاب الاضطرار الطبي.
لم يفلح الطرفان في اختراق ملفات حساسة كحصار تعز، والمعركة حول مدينة الحديدة، على الأقل حتى كتابة هذه الكلمات، وإن كانت المؤشرات الميدانية ليست في صالح المتمردين الحوثيين خاصة في الحديدة، التي تتقدم القوات المشتركة الموالية للحكومة والتحالف بشكل متواصل فيها حتى وصلت إلى مناطق وسط المدينة واقتربت من الميناء.
الملف الاقتصادي لم يتقدم كثيرا مقارنة بأهميته، كما يقول مسؤولون في مكتب الأمم المتحدة أن هناك تصورات حول الإطار السياسي للمشاورات تم تقديمها لكلا الطرفين، برفقة بقية الملفات التي تحدثنا عنها أعلاه ولم تحقق تقدما ملحوظا، وينتظر المسؤولون الأمميون ردا من طرفي المشاورات اليمنيين.
ستختتم هذه المشاورات اليوم بمؤتمر صحفي سيحضره الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غويتيرش، ووزيرة خارجية السويد، كما هو معلن، ومن المنتظر أن يعلن غريفيث مكان وزمان انعقاد المشاورات القادمة، بعد أن يعلن عن آخر ما توصل إليه اليمنيون المتشاورون من نقاط اتفاق.
أريد أن أكتب المزيد، لكني أنظر للساعة، بقيت حوالي عشر دقائق بالكاد تكفي لوصولي للقناة، لا أنوي التأخر لأني مشتاق بالفعل لهذه الفترة ولقراءة تلك المقالات.
إذن لمزيد من التفاصيل حول مستجدات الوضع اليمني أراكم في نشرات الساعة الواحدة والثالثة والخامسة على قناة بلقيس، آملا أن أحظ بفرصة نقل أخبار مفصلية، كخبر تحرير عدن الذي قدمته لكم في العام ألفين وخمسة عشر.
إلى اللقاء.