الصحافيون.. مرآة تعكس قبح المليشيا
تقرير "مراسلون بلا حدود" قال إن الحوثيين هم ثاني أكبر المحتجزين للرهائن من الصحافيين المحترفين في العالم.
يصرخ الكثيرون، الحوثيون وداعش سواء، هذا الأمر صحيح إلى حد بعيد، الكلام ليس كلامي، بل هي معلومات وثقها تقرير "مراسلون بلا حدود" الصادر مؤخراً.
يصرخ الكثيرون، الحوثيون وداعش سواء، هذا الأمر صحيح إلى حد بعيد، الكلام ليس كلامي، بل هي معلومات وثقها تقرير "مراسلون بلا حدود" الصادر مؤخراً.
الحوثيون، وفقاً لهذا التقرير، هم نصف داعش، قبل عامين ربما كان هذا الحديث بعيداً عن الواقعية، وفقاً لما روجته وسائل الإعلام المرتبطة بهم، وكذا جناحهم السياسي الذي كان يبرر الكثير من الأخبار الواردة عن وحشية تلك المليشيات، وكيف أنها سيطرت على صعدة، وجعلتها مدينة بصوت واحد، قال المحسوبون على المليشيا أنها بذلك صارت مدينة آمنة.
هي ليست آمنة طبعاً، خاصة وأن تجربتها عمت اليمن شمالاً وجنوباً، بحثاً عن الدواعش، في محاولة استدعاء تنظيم لم يرد اسمه في أي تقارير قبل دخول الحوثيين إلى صنعاء، وإهانتهم للدولة اليمنية، برعاية محلية وإقليمية ودولية ربما، تحولت معها المليشيا من تنظيم مروض إلى وحش مفترس قصف القصر الرئاسي الذي أقام به رئيس الدولة في عدن، هرباً من ظل أصبح وجهاً قبيحاً.
تقرير "مراسلون بلا حدود" قال إن الحوثيين هم ثاني أكبر المحتجزين للرهائن من الصحافيين المحترفين في العالم، لم نكن نستدعي وهماً حين قلنا إن الحوثيين هم وداعش سواء، فهم على الطريق ليصبحوا كذلك.
تسعة رهائن صحفيين، تلك حصيلة الحوثيين، فيما كانت حصيلة داعش ثمانية عشر، هم بذلك نصف داعش الآن، وهم جبهتا نصرة، وثلاثة من القاعدة، إذ اكتفى النصرة بأربعة رهائن، فيما تواضع القاعدة واحتجز ثلاثة فقط.
هذه الأرقام ليست صادمة لنا، هي صادمة لكل من كان يدافع عن هذه المليشيات، ويعتبرها فصيلاً سياسياً، بل كان يبرر لها لمواجهة أحزاب سياسية في البلاد، حتى خرجت عن سيطرته وسيطرة من يوجهها، فأظهرت قبحهم جميعاً؛ ما أدى إلى الحرب المأساوية التي تشهدها اليمن الآن.
ما يعد صادماً، هو أن لهذه المليشيا صحفيين يبررون اختطاف زملاء مهنتهم، ولا يرون في ذلك حرجاً، لا ليس صادماً.. فمن توسع في تبرير قتل المدنيين في ربوع اليمن واختزال الدولة في مليشيات انقلابية، هان عليه زميل مهنته، بل هانت عليه روح المهنة وشرفها بالأساس.